سوء الخاتمة

خرج العالم الجليل مسرعا من احدى محاضراته العلمية التي أبهرت تلامذته جميعا ، توجه الى سيارته للحاق بموعد هام .. ،كانت الجماهير الغفيرة قد خرجت لتوها من الاستاد بعد مشاهدة مباراة في كرة القدم بين قطبي الكرة،وصل العالم الى سيارته بعد عناء ومشقه ولكن ما عساه أن يفعل وسط هذه الجماهير التي سوف تعيق الحركة لساعة أو أكثر ،رأي مشاجرة بين جماهير الناديين على مقربة منه تبادل خلالها الجانبان السباب والشتائم بسبب عمالة حكم المباراة وأنه قد حصل على بعض الأموال مقابل مساعدة الفريق الأحمر على الفوز ....،فكر العالم بسرعة في انقاذ الموقف فخرج من سيارته مسرعا متوجها الى طرفي المشاجرة ،أعطاه أحد أعضاء فريق المشاجرة علم ناديه الأحمر قائلا له أمسك هذا يا مولانا دقيقة واحدة ،وما أن أمسك العالم الجليل بالعلم الأحمر حتى طعنه أحد أعضاء الفريق الأبيض طعنة أودت بحياته وسط هذه الجماهير الغفيرة

أعتبره مشجعي الفريق الأحمر شهيدا ،بينما عده مشجعي الفريق الأبيض عميلا خائنا

تحدثت الصحف في اليوم التالي :عن علماء هذا الزمان الذين يتشاجرون في مباريات كرة القدم ،وتحدث عنه زملاؤه في الجامعة عن النفاق وسوء الخاتمة ،وصدرت تلك الفتوى عن الشهيد عن احدى المجمعات البحثية : لايعتبر الفقيد شهيدا لانه قد تدثر بالعلم الأحمر والذي يرمز الى النار عند بداية اشتعالها ،ولو كان الفقيد تدثر بالعلم الأبيض لربما خفف عنه كثيرا لان الحجاج يلبسون اللون الأبيض والموتى كذلك يكفنون في اللون الأبيض ،لذا نعتبره فقيدا وحسابه على الله و الله أعلم 

                                                          منحني

    أسامة غريب عبد العاطي صالح