لا يجوز اخفاء شيئ من العلم الشرعي بزعم خشية اساءة الفهم فإن رسول الله
صلي الله عليه و سلم كان يصدع بالعلم للعامة و الخاصة حتي جعل من الأميين روادا و
مدارس فقهية و حذر من الكتمان ، فأخرج احمد و ابن ماجه و الترمذي وحسنه و قال
الالباني صحيح ، عن ابي هريرة ان النبي قال " من سُئل عن علم ثم كتمه أٌلجم
يوم القيامة بلجام من نار" و أمر الله عز وجل رسوله الكريم و كل من أوتي
الكتاب سابقين او من علماء امة خاتم المرسلين أن يبلغ الناس و أن يبين لهم تاركا
لهم حق التفكير دون فزاعة الخشية من إساءة الفهم فقال سبحانه " وَأَنزَلْنَا
إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ." النحل 44 و قال تعالي " يَا أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ
فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ
اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" المائدة 67..وقال تعالي "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ
وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ".. المائدة 187... هكذا جاء الامر بالإبلاغ و البيان للعانة و
الخاصة دون وصاية علي احد و علي التسليم بإساءه البعض للفهم فإنه ضرر مغتفر امام
ضرر التجهيل و نشر الأمية خاصة مع تأمين الشرع للمخطئ في عموم قوله تعالي " وَلَيْسَ
عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَٰكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ
غَفُورًا رَحِيمًا ".. الاحزاب 5..و اخرج بن ماجه عن ابن عباس أن النبي صلي
الله عليه و سلم قال " إن الله تعالي وضع عن أمتي الخطأ و النسيان و ما
استكرهوا عليه "
الاسلام و إنسانية الدولة
د. سعد الدين هلالي
استاذ الفقه المقارن بجامعه الأزهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق