25 مارس 2013

الاختيار الفقهي



و الذي يجب التنبيه اليه هو ان الدين لم يأت ببيان امثل الاوجه للتعامل مع الآخر و إنما جاء بأوجه التعامل المحتملة مع الآخر بدليل تكليف المجتهدين بالبحث عنها من التصوص و دلالاتها ثم كشفها لعموم الناس و عدم كتمانها فقد اخرج احمد و ابو داود بإسناد حسن صحيح عن ابي هريرة أن النبي صلي الله عليه و سلم قال " من سُئل عن علم فكتمه الجمه الله بلجام من نار يوم القيامه " و علي الانسان ان يختار منها الامثل بحسب المناسب من الاوضاع و الاحوال حتي يعمل الانسان عقله و يمارس المسؤليه بنفسه و لا يقول انما فعلت هذا الوجه بأمر الدين و إنما يقول فعلته لاني رأيته الانسب او الافضل اما الدين فقد كلفني بالاختيار من الأوجه المحتملة بحسب طاقتي و استطاعتي بل و منعني إن اخترت وجها فقهيا محتملا ان ازعم انه حكم الله و اوجب علي ان اعلن بأنه اختيار شخصي كما في حديث مسلم عن بريدة ان النبي قال " واذا حاصرت أهل حصن فأرادوك ان تنزلهم علي حكم الله فلا تنزلهم علي حكم الله و لكن انزلهم علي حكمك فأنت لا تدري اتصيب حكم الله فيهم ام لا " وقال تعالي ( إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ) النساء  105
                                                                 الاسلام و انسانية الدولة
                                                                    د. سعد الدين هلالي

ليست هناك تعليقات: