و نخرج من ذلك بأن التأسيس لوهم ( مصر المستهدفة) ينطلق من آليات محددة و شروط بعينها منها إذكاء حالة الغباء العام و الجهالة العمومية لأن الناس إن فهموا سيدركون أن أي ارض فيها خيرات لابد أن تكون مستهدفة و أي شعب تغمره الجهالة و الأوهام يكون مستهدفا و منها أن وسائل الاعلام تجعل من الحاكم أيا كان هو المعادل الموضوعي للبلد و لذلك تُنصب له التماثيل في كل مكان أو تملأ سيرته الأسماع و يتلوها المنشدون او تُعلق صورته الكبيرة وراء كل كبير ليستمد منه الجالس ( الحراسة ) و يدفع عنه ( الاستهداف ) و يستجلب الحماية من الطامعين في كرسيه . و من آليات إشاعة هذين الوهمين المتفاعلين فيما بينهما ( الحراسه و الاستهداف ) قمع المعارض لأي وهم منهما فالذي يتشكك في أن مصر محروسه و الذي لا يؤمن بأن مصر مستهدفة هو هرطوقي يهدد الاستقرار و مأجور يريد أن يجور أو هو علي اقل تقدير شخص لا يحب هذا البلد ( الحنون ) و يخدم اغراض الأعداء و العياذ بالله...نعوذ بالله العلي العظيم من كل فكرة تخالف المألوف أو تؤكد المكشوف أو تفك الملفوف...فدعونا ندعو من قلوبنا و نبتهل كي يديم الله علينا الأوهام و يمن علينا بالأحلام و يهبنا الكسل الذهني كي نقاوم التفكير المنطقي و الجاد من الكلام..اللهم احفظ لنا مصرنا المحروسه فأنت تعالي تعلم أنها مستهدفة و لن ينقذها إلا العسكريون...و الطف بنا و اصرف عنا أذهان المؤهلين للفهم..و ادفع بفضلك خوف الطغاة من الاغنيات و خوف الغزاة من الذكريات
متاهات الوهم
يوسف زيدان
متاهات الوهم
يوسف زيدان




