20 أكتوبر 2013

مصر المستهدفة

و نخرج من ذلك بأن التأسيس لوهم ( مصر المستهدفة) ينطلق من آليات محددة و شروط بعينها منها إذكاء حالة الغباء العام و الجهالة العمومية لأن الناس إن فهموا سيدركون أن أي ارض فيها خيرات لابد أن تكون مستهدفة و أي شعب تغمره الجهالة و الأوهام يكون مستهدفا و منها أن وسائل الاعلام تجعل من الحاكم أيا كان هو المعادل الموضوعي للبلد و لذلك تُنصب له التماثيل في كل مكان أو تملأ سيرته الأسماع و يتلوها المنشدون او تُعلق صورته الكبيرة وراء كل كبير ليستمد منه الجالس ( الحراسة ) و يدفع عنه ( الاستهداف ) و يستجلب الحماية من الطامعين في كرسيه . و من آليات إشاعة هذين الوهمين المتفاعلين فيما بينهما ( الحراسه و الاستهداف ) قمع المعارض لأي وهم منهما فالذي يتشكك في أن مصر محروسه و الذي لا يؤمن بأن مصر مستهدفة هو هرطوقي يهدد الاستقرار و مأجور يريد أن يجور أو هو علي اقل تقدير شخص لا يحب هذا البلد ( الحنون ) و يخدم اغراض الأعداء و العياذ بالله...نعوذ بالله العلي العظيم من كل فكرة تخالف المألوف أو تؤكد المكشوف أو تفك الملفوف...فدعونا ندعو من قلوبنا و نبتهل كي يديم الله علينا الأوهام و يمن علينا بالأحلام و يهبنا الكسل الذهني كي نقاوم التفكير المنطقي و الجاد من الكلام..اللهم احفظ لنا مصرنا المحروسه فأنت تعالي تعلم أنها مستهدفة و لن ينقذها إلا العسكريون...و الطف بنا و اصرف عنا أذهان المؤهلين للفهم..و ادفع بفضلك خوف الطغاة من الاغنيات و خوف الغزاة من الذكريات

                                                 متاهات الوهم
                                                 يوسف زيدان

18 أكتوبر 2013

عيسي العوام

ومن نوادر هذه الوقعة ومحاسنها أن عواماً (( مسلماً )) كان يقال له عيسى ، وكان يدخل إلى البلد  بالكتب والنفقات على وسطه  ليلاً على غرة من العدو ، وكان يعوم ويخرج من الجانب الآخر من مراكب العدو ، وكان ذات ليلة شد على وسطه ثلاثة أكياس ، فيها ألف دينار وكتب للعسكر ، وعام في البحر فجرى عليه من أهلكه ، وأبطأ خبره عنا ، وكانت عادته أنه إذا دخل البلد طار طير عرّفنا بوصوله ، فأبطأ الطير ، فاستشعر الناس هلاكه ، ولما كان بعد أيام بينما الناس على طرف البحر في البلد ، وإذا البحر قد قذف إليهم ميتاً غريقاً ، فافتقدوه  فوجدوه عيسى العوام ، ووجدوا على وسطه الذهب وشمع الكتب ، وكان الذهب نفقة للمجاهدين ، فما رُئي من أدّى الأمانة في حال حياته وقد أدّاها بعد وفاته ، إلا هذا الرجل 

         


                من كتاب النوادر السلطانية و المحاسن اليوسيفية     
        للقاضي بهاء الدين بن شداد (539هـ/1145م - 632هـ/1234م)

04 أكتوبر 2013

مصر المحروسة



ولو كانت بلادنا محروسة لما تعاقب عليها كل من استطاع اليها سبيلا فالفرس احتلوا البلاد مرتين و ألحقها الرومان بسلطانهم مرات امتدت لمئات السنين  و ظل اولئك و هؤلاء يحكمون البلاد و يسومون أهلها سوء العذاب و في زمانها الاسلامي استولي علي حكمها ما لا حصر له من اشكال الحاكمين فمن سُنة الي شيعة و من افاضل الناس الي العبيد امثال كافور و من العقلاء الي المهووسين...نخرج من ذلك –اذا اردنا الخروج- بحقيقة بسيطة تصيح في وجوهنا كطفل وليد مفادها أنه لا معني لوهم "البلد المحروس" ما لم يقم اهل هذا البلد بحراسته

                                


                                 متاهات الوهم
                                يوسف زيدان

صلاح الدين



لم يكن صلاح الدين هو ذلك البطل الذي تم الترويج له في زمن حكم العسكر لانه كان مثلهم عسكريا فالتاريخ يخبرنا بحقائق مغايرة عما عرفناه من فيلم "الناصر" فمن ذلك ان صلاح الدين الايوبي كان قائدا خائنا للسلطان "نور الدين " و هو مولاه الذي ارسله علي رأس الجيش من دمشق الي مصر لتأمين حدودها ضد هجمات الصليبيين فترك صلاح الدين ذلك الأمر و مهد لنفسه السلطة و لاقاربه و اهمل المهمة التي جاء من اجلها حتي ان السلطان نور الدين جهز جيشا لمحاربة صلاح الدين " المنشق " و لكنه مات ليلة خروج هذا الجيش فسنحت الفرصة لصلاح الدين كي يستولي علي عرش السلطان و استطاع استمالة بعض القواد و حارب الآخرين حتي استقام له السلطان 

                                         
                                                  
                                                متاهات الوهم
                                               يوسف زيدان

02 أكتوبر 2013

جاهلية

نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم..كل ما حولنا جاهلية تصورات الناس و عقائدهم...عاداتهم و تقاليدهم..موارد ثقافتهم...فنونهم و ادابهم...شرائعهم و قوانينهم...حتي الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية..و تفكيرا إسلاميا...هو كذلك من صنع هذه الجاهلية
                                  

                                                                                  معالم في الطريق
                                                                                       سيد قطب