13 مارس 2013

الظاهر بلباي

تولي حكم مصر في العصر المملوكي سلطان اسمه الظاهر بلباي _تذكره بعض المصادر التاريخية بإسم يلباي_ كان مجرد واجهه وكان الحكم الفعلي في يد احد كبار الوزراء ويدعي خاير بك....وكان كلما سُأل السلطان عن امر ما قال ‏"‏ أيش كنت أنا قل له ‏"‏ ..يعني قل  للأمير خاير بك او إسأل الامير خاير بك..حتي اطلق عليه المصريون لقب السلطان "قل له"..تحدث المؤرخ "جمال الدين ابو المحاسن بن تغري بردي عن هذا السلطان في كتابه النجوم الزاهرة قائلا
"وكان ملكًا ضخمًا سليم الباطن مع قلة معرفته بأمور المملكة بل بغالب الأمور .....‏ نالته السعادة في ابتداء أمره إلى يوم تسلطن‏.‏ تنقل في أوائل أمره من منزلة سنية إلى منزلة أخرى إلى يوم تسلطن فلما تسلطن كان ذلك نهاية سعده‏.‏ وأخذ أمره من يوم جلس على تخت الملك في إدبار واعتراه الصمت والسكات وعجز عن تنفيذ الأمور وظهر عليه ذلك بحيث إنه علمه منه كل أحد وصارت أمور المملكة جميعها معذوقة بالأمير خيربك الدوادار وصار هو في السلطنة حسًا والمعنى خيربك وكل أمر لا يبته خيربك المذكور فهو موقوف لا يقضى‏.‏
وعلم منه ذلك كل أحد ولهجت العوام عنه بقولهم‏:‏ ‏"‏ أيش كنت أنا قل له ‏"‏ يعنون بذلك أنه إذا قدمت له مظلمة أو قصة بأمر من الأمور يقول لهم‏:‏ ‏"‏ قولوا لخيربك ‏"‏ وبالجملة إنه كان رجلًا ساكنًا غير أهل للسلطنة"...و يقول في موضع آخر "وما برحت الفتنة في أيامه قائمة في الأرياف قبليها وبحريها وتوقفت أحوال الناس لا سيما الواردين من الأقطار وزادت الأسعار في جميع المأكولات وضاعت الحقوق وظلم الناس بعضهم بعضًا وصار في أيامه كل مفعول جائزًا وما ذلك إلا لعدم معرفته وسوء سيرته وضعفه عن تدبير الأمور وبت القضايا وتنفيذ أحوال الدولة وقلة عقله فإنه كان في القديم لا يعرف إلا بيلباي تلي أي يلباي المجنون فهذه كانت شهرته قديمًا وحديثًا"... و يقول ايضا عنه "ومع هذه المدة اليسيرة كانت أيامه أعني الملك الظاهر يلباي أشر الأيام وأقبحها‏.‏ في أيامه زادت الأجلاب في الفساد وضيقت السبل وعظم قطع الطرقات على المسافرين مصرًا وشامًا".... ويختتم ابن تغري بردي كلامه قائلا "فكانت سلطنته غلطة من غلطات الدهر " 

ليست هناك تعليقات: